المنطق العلمى و الفكرى لغذاء الانسان
عندما بدات حياتى فى المانيا قرات كثيرا للفلاسفة الالمان و كنت اكثر اعجابا بالفيلسوف الالمانى كنت هذا الرجل هو السبب فى تغير تفكير الشعب الالمانى فكان كل فلسفته ان الانسان اذا تعلم كيف يعيش و كيف يدير اموره بنفسه و يحل مشاكله بحكمه و عقلانية لا يحتاج الى طبيب او الى من يدافع عنه و لقد اعجبت بهذه النظرية جدا و فعلا عندما يحافظ الانسان على صحتة و لا يخطئ مع من يعيش حولة هنا توجد السعاده النفسية و الصحية له و لغيره .
ما مفهوم السعاده ؟
السعادة هى ان يكون الانسان راضى عن ما يقوم به لنفسة و لغيره .
ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان و جعل غذاؤه الخضروات و الفواكه والاسماك والطيور وكان طعام حواء وادم عليهم السلام فى الجنه وعندما خرجوا منها بدأوا يتاقلموا مع الظروف المحيطة بهم ويفكروا فى غذائهم ويتحملوا مسئولية انفسهم ويتعلموا كيف يعيشوا فى الدنيا مثل بقية المخلوقات الاخرى .
منذ 25 الف عاما اى قبل الهجرة الكبرى الى انحاء الارض كان البشر يعيشون فى افريقيا وكانوا يأكلون الحيوانات نيئة وكانت هذه مشكلة كبرى لان الله عز وجل خلق الانسان فى احسن تقويم و التوحش ليس من سماته ولكن الظروف التى احيطت به وحب الاستطلاع وتجربة ما هو جديد دفعه الى فعل ذلك فبدأ يصارع الحيوانات ويسعى لصيدها ليأكلها مما سبب له مشاكل فى صحيه.
ولكن المفيد للانسان ان يأكل اللحوم ناضجه ليبنى هيكله العظمى.
كان الانسان قديما يأكل اللحوم نيئه واستمر كذلك حتى التمدن ثم بدأ يطهى هذه اللحوم ويتفنن فى طهيها حتى وجد القمح وصنع منه الخبزو ادى وجود كلا من الخبز واللحوم الىانتشار الامراض وزيادة البروتين والسكر والسمنة حتى عصرنا هذا ولكن الانسان قديما كان يأكل كميات اقل من الطعام عن الان لانه كان من الصعب على الانسان القديم ان يجمع الحيوانات او المزروعات لقلة التكنولوجيا فكان يجمع ما يكفيه لاطعامه واطعام عائلته وعندما تمكن الانسان من تصنيع الطعام واكثر من انتاجه بدأ يكثر من جمع الحيوانات و المزروعات ومن ثم ظهر عدم التوازن فى التقسيم فالغنى يأكل اكثر والفقير ياكل اقل كلا حسب امكانياته فاذا تناول الانسان كميات طعام تزيد عن حاجته سيكون اكثر عرضه للمرض ومعرض للاصابه بالسمنه وهى مرض منتشر الان.
ما هى امراض العصر الذى نعيش فيه:-
اولا :- يجب ان نفهم ما هو الطعام وما هو الشراب؟
الطعام :- هو بنزين السيارة
الشراب :- هو زيت هذه السيارة.
عندما نشترى سيارة فاننا نهتم بجميع متطلباتها من زيت و بنزين حتى تسير جيدا ونرسلها الى الصيانة بعدما تسير خمسة الاف او عشرة الاف كم فنحن الان نعلم الكثير عن الاجهزة الكهربائية والادوات التى نستخدمها ولا نفهم شيئا عن اجسادنا
ان الثراء الحقيقى ليس الثراء المادي و انما هو الثراء الصحى
فعندما يكون جسدى سليما ساحصل على المال وعندما يكون مريضا لن استطيع العمل و مقاومة متطلبات الحياة نتصور مثلا ان جسم الانسان هو تلك السيارة فما هى احتياجاته اليومية من الطعام والشراب عندما يكون وزن السيارة ثقيلا فانها تحتاج الى طاقه اكثر لكى تسير وعنما يكون وزنها خفيف فهى تحتاج الى طاقه اقل كذلك جسم الانسان اذا كان بدينا فانه يحتاج الى طاقه كبيرة لكى يتحرك اما اذا كان اقل وزنا فانه يحتاج الى طاقه اقل فان الوزن الزائد يؤثر على موتور السيارة اى الجهاز الهضمى للانسان.
فيجب علينا ان نتعلم كيف نتناول طعامنا.
فالسيارة تحتاج الى عشرة لتر بنزين لكى تسير 100 كيلو متر فلابد ان نحسب ايضا السعرات الحرارية التى يحتاجها جسم الانسان فاذا كان جسمى يحتاج الى الف كالورى لا اتناول زيادة عن ذلك لان الفائض عن حاجة جسدى يتخزن فيه ويتحول الى اكسيد اى الى سموم وعندما يحتاج جسمى الى الف و خمسمائه كالورى ليناسب طبيعة عملى لا يمكن ان اتناول 1400 كالورى فهذا خاطئ فى كلا الحالتين لان الزائد يؤدى الى السمنة والنقص يؤدى الى ضعف الجسم والحركة .
ما هى السمنة:
السمنة :-
هى الدهون المخزونة فى الجسم و التى يجب حرقها.
كان الانسان منذ الاف السنين لايحصل على طعامه يوميا وفى هذه الايام التى لايحصل فيها على الطعام يقوم الجسم باستخدام هذا المخزون ليعطيه الطاقة ويحدث ذلك خاصة عند النساء قبل الولاده فيقوم المخ بالحفاظ على هذا المخزون حفاظا على المولود ولكن الحياة تغيرت الان واصبح من السهل الحصول على الطعام فينبغى ان نعرف احتياجات اجسادنا حتى لا يضرها الاكسيد فاذا كان الانسان يعانى من السمنه فلا يصح له ان يقوم بعمل الريجيم الذى يضر جهازه الهضمى والعصبى فعندما يقل الطعام والشراب بالجسم تختل هذه الاجهزه .
فما يجب على فعله فى هذه الحالة هو ان اعلم احتياجات جسمى من السعرات الحرارية وان انقص منها مائه جرام فذلك لن يؤثر على لانى لدى مخزون من الدهون يكفى لتعويض هذه الكميه.
هذه الطريقة كطريقة الاقلاع عن التدخين فالمدخن لا يمكنه الاقلاع عن التدخين مرة واحده وانما عليه ان يقلل سيجاره كل يوم مثلا حتى يشعر انه فى طريقه الى الاقلاع عنه هكذا لايمكننا ان نتوقف عن ما يضر اجسامنا دفعة واحده لان المخ تعود عليها فمنعها يؤدى الى اضطراب الجهازين العصبى الهضمى.
يجب على ان اعلم احتياجات جسمى حتى عند ممارستى الرياضه واعلم مدى احتمال جسمى لها فعندما اخسر طاقه فان هذا يضر جسمى وعندما اكسب طاقه اكثر فانه يضر ايضا فان اجسادنا كالمعمل الكيميائى او كالمفاعل الذرى القليل يضره و الكثير يضره.
فنطلب من الله ان يحفظنا جميعا من الامراض .
مع تحياتى
د/ سمير المليجى