تنفيذ حكم الاعدام
اننى جالس فى غرفة تنفيذ الاعدام و دائما انظر الى الباب و لكى صبرى يكون طويل انظر الى حوائط الغرفة , و تأملت سقف الغرفة و تذكرت كم عدد الاشخاص الذين كانوا ينتظرون تنفيذ الحكم مثلى و جاءنى شيئ من النسيان و فجأة , تفتح الباب وأرى حارس الغرفة يحمل المفاتيح و بجانبة ضباط الشرطة و تقدموا الى ووجدت اثنين من الحراس يأتون الى و يضعوا قدمى و يدى فى الحديد و أتى ضابط طويل القامة يسألنى :
من انت ؟
فلم ارد علية .
فنظر الى نظرة منها الاحتقار و منها نظرة بائسة كانه يقول لى :
من انت يا يائس .
و دخل الى الغرفة شيخ و تلى بعض الايات و قال لى : ابنى هذا قدر ربك و يجب عليك ان ترضى به و ارى الحارسين يسحبونى الى خارج الغرفة و ارى الكثير من الحراس ينظرون الى .
و فكرت هل هم جاءو للموعظة ؟ ام جاءو ليساعدوا زملائهم اذا فكرت فى الهروب , و شعرت بالحراس يسحبونى و يسرعون بى الى غرفة التنفيذ و من داخل الغرفة شخص يلبس الواد و هو طويل و عريض و نظرت الى نفسى اننى نحيل ضعيف . كل هذا لتنفيذ الحكم بى و رأيت الحارس يسحبنى من يدى و يشدنى الى ( المشنقه ) .
و رأيت زميل له يسحبنى ايضا الى المكان الذى يجرى فية التنفيذ و فاجأنى الشيخ و قال لى : ابنى هل لك طلب اخير ام تتمنى ان تقول شيئ قبل لقاء الله سبحانه و تعالى ؟
فطلب منه اذا اتيح لى من الوقت ان اذهب الى جانب من الغرفة لاصلى و ادعى الله ان يغفر لى سيئتى .
فنظر الشيخ الى كبار الضباط الذين يتفذون الحكم فاعطا لهم كبير الضباط الاشاره انه متفهم الامر و اعطى لهم الامر فتركونى و ذهبت الى ركن من الغرفه و طلبت من الله السماح و فؤجئت بشيئ من السواد يأتى على عينى و شعرت اننى ذهبت الى الماضى الذى عشته اننى شاب احب الحياه و احب كل الناس و اننى مؤمن بالله سبحانه و تعالى ايمان كبير و انهيت دراستى ووجدت الزوجة الحبيبة التى تعطينى الحب و الحنان و انجبت طفله جميله و لكن للاسف كان رئيسى رجل قاسى و يعاملنى معاملة قاسية و حدث بينى و بينه عده مشاجرات كلامية , و كان يقول اذا لم تنفذ ذلك الامر عليك ان تترك العمل و لكن مسئوليتى على عائلتى و خوفا من لا اجد عملا اخر مهما كان , اننى موظف حكومى و ليس من السهل ان اجد عمل اخر و هذه المشاكل التى كنت اعيش فيها فى عملى و يوما تركت مكتبى و ذهبت الى سيارتى و ركبت سيارتى و انا كلى حقد و عند و قسوة لماذا يعاملنى هذا الرجل هذه المعامله و انا اسير بعربتى فؤجئت بمديرى امام سيارتى مباشرتا و صدمته بدون قصد ووجدت جميع زملائى يصرخون من حولى قتلته يا مجرم , قتلته يا مجرم .
و انا فى المحكمه فى القفص و القاضى يسألنى : لماذا قتلت رئيسك ؟ فقلت : لم اقتله اننى برئ .
فقال لى : ان جميع زملائك شهدوا ضدك و قبل الحادث كنت قد تشاجرت مع مديرك و خرجت غاضبا و رأك الجميع و انت تخرج من مكتبه مليئ بالحقد و قتلته . فصرخت , لا , لا , لا , انا مش مجرم .
ووجدت يد على خدى تربت بعطف و تقول لى : بابا مالك بتحلم بايه يا بابا اصحى .
و استيقظت من الحلم و تمنيت و دعيت الله ان لا يتكرر هذا الحلم مرة اخرى اننى احب زوجتى و ابنتى و احب كل الناس و لا اتمنى كراهية فنحن جميعا عباد لله سبحانه و تعالى و طلبت من الله المغفرة لى و للبشر
و يهدينا الى الطريق المستقيم و لا يدخل الى قلوبنا الحقد و الشر , اسمع دعائى يا ربى .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى