بداية القصة
كنت يوما من الايام مريضا و ارقد على فراش المرض بالمستشفى و شعرت لاول مرة اننى لا استطيع ان افعل شيئا مع جسدى , و شعرت ان روحى و جسدى منفصلين .
ان الشعور الروحى يعطى احساس بالهدوء و شعرت بشئ من السعادة غريبة الشكل لم اشعر بها من قبل و شيئ اخر اشعر بجسدى تملائه الالام و لا استطيع الحركة لدرجة اننى لا استطيع ان اتناول طعامى او شرابى و اذهلنى هذا الشعور كيف يكون احساسى الداخلى شيئ مختلف تماما عن احساسى الجسدى .
ثم حضرت الى الممرضة لتخبرنى ان غدا سوف نقوم باجراء العملية الجراحية و لقد اخبرنى الدكتور الذى سوف يجرى لك هذه العملية و لكن قبل النوم سوف يحضر اليك طبيب التخدير ليشرح لك كل شيئ .
و مر الوقت و جاء المساء و طرق الباب طبيب التخدير و قدم لى نفسة و قال لى سوف اجلس و احدثك عما سوف نقوم به غدا .
فقلت لة : كلى اذان صاغية .
فقال لى : ان العملية الجراحية يجب ان تجرى و لا توخر اكثر من ذلك لان فى التاخير خطورة كبيرة و صعوبات نحن فى غنى عنها
فسالتة : ما سوف تقوم به بصفتك طبيب التخدير بالعملية .
فقال لى : عندما تدخل الى غرفة العمليات و تنقل على طاولة الجراحة سوف نعطيك شيئا من الغاز و بعد ثوانى سوف تغيب عن الوعى و نبدا بعملية التخدير لكى يتمكن الجراح من ان يقوم باجراء العملية و شرح لى خطورة العملية و ان تقريبا واحد من كل عشرة الاف حالة تحدث لهم مضاعفات خطيرة و تكلمت معه و انتهى الحديث على ان فى السابعة صباحا سوف يقومون بتجهيزى للعملية الجراحية .
و بعد ان ذهب الطبيب بدات افكر و خاصة ان كل عشرة الاف عملية تكون عملية واحده فاشلة و تصورت لو اننى انا الواحد من العشرة الاف حاله التى تفشل ماذا سوف افعل ؟
و لكن الاطمئنان و السعادة التى كانت تملؤنى اخفت تماما هذا الخوف .
ثم بدات اتجول بتفكيرى !!!
و تهيئ لى اننى اذا وقفت فوق اعلى هذه المستشفى و نظرت فاننى ارى اشخاص مرضى و حالتهم اصعب من حالتى و كلهم يسعون الى الشفاء .
و ابحرت بتفكيرى !!
فاذا وقفت فى السماء تقريبا على بعد 100 كم ماذا ارى ؟
اننى ارى كوكب ازرق جميل هادئ يتنفس للحياة و يريد ان يعيش فى هذا الفضاء الجميل سبحانك يا ربى انك على كل شيئ قدير .
و عندما رايت هذا الكوكب الجميل و السحب البيضاء ما هو الا كوكب عجيب ينظر الية من الخارج الى ما اجمله و لكن بداخلة مشاكل و الالام و عنف و قتل و تواصل بى التفكير !!
لماذا هذا الكوكب الجميل لم يكن بداخله كما خلقة الله سبحانه و تعالى الحب نحن البشر نكون اخوات و لا يوجد بيننا العنف و القتل و السرقة ان هذا الكوكب هو كوكبنا نحن البشر و الله سبحانه و تعالى خلقة بمعجزة لهذا البشر و لكن عندما تذكرت ما بداخل هذا الكوكب بدات انظر الى الكون و سبحت فيه .
فوجدت اشياء لم تراها عينى من قبل الوان جميلة و مناظر توحى بعظمة الخالق الذى ابدع فى هذا التكوين اننى ارى الوان لم اراها فى حياتى من قبل و مناظر كاننى اسبح فى الجنه و الشعور الذى كنت اشعر به اصبح حقيقة و لا اشعر بجسدى و التفت خلفى فلم اجد الارض فقد اختفت اختفاء كامل كما لو ان الله اراد ان يخفيها من نظرى لكى اتعلم انه فى استطاعته كل شيئ يحى من يشاء و يميت من يشاء و فجأة !!
يفتح باب الغرفة فأفقت من هذا الحلم الجميل على الممرضات فيقولون لى : اننا نريد اخذك الى غرفة العمليات فشعرت باننى لا اشعر بالخوف بل اشعر بالاطمئنان لاننى رايت و شعرت بما يفعله الخالق المبدع الكريم .
سبحانك يا رب انك صاحب القرار و اليك راجعون .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى