الصديق الوفى
اننى عرفت هذا الصديق منذ ان كنت صغيرا و عندما تعرفت بة كنت اجهل ما هو ؟
و عندما كبرت بدات صداقتى به تظهره و لكننى لم اكن افهم ماذا يريد منى او اريد انا منه فقط اننى اشعر بشعورى معه عندما اكون حزينا و عندما اكون سعيدا كان صديقى معى و يشعرنى من انا .
و الشيئ الغريب عندما كبرت و تعلمت ما هى قيمة هذا الصديق العزيز لى و صراحته معى .
و الذى لاحظته علية انه لا يكذب على ابدا و لا يخفى عنى شيئ و بدات اكبر فى السن و هو يلازمنى دائما حتى فى بعض الاوقات لا اصدق نفسى هل هو صريح معى ام انه كان يعطينى شيئ لكى اكون سعيدا و الواقع غير ذلك .
كنت اقوم الليل و اقف و اتكلم معه من انا قول لى بصراحة و كان الرد : هو انت لا تكذب انت كما هو انت و لا تصدق احد الا انت اننى اراك كما اراك انا بحزنك و سعادتك و المضحك و الفكاهى و الابله انت هو انت .
و يوما ما تحدثت معه عندما رايت وجهى تغير و عينى بدات تصغر و الشعر بدا يشيب قلت له : ماذا ترى ماذا افعل لارجع الى شبابى و الى الماضى الذى قضيتة معك بكل حب و اخلاص هل ترانى كاملا فقال لى : اننى اراك ان جسدك لم يعد جسدك فقد تغيرت تغيرا كاملا و سالته ماذا ترى غير ذلك فقال لى اصبح كلامك قليلا و غير واضح .
بدات ان تفهم و تعقل الحياة و مرت الايام و السنوات و كل يوم اتحدث معه حتى يوما ما قمت من مقعدى و ذهبت اليه و قلت له كيف ترانى فقال لى انك عجوز و مرت بك الايام و انك اصبحت لا تملك حتى ان تتكلم و صرخت فية و قلت له انك تكذب اننى عايش اننى عايش و امسكت بشيئ ثقيل و رميته به و رايت شيئ لم اراه من قبل انه لا شيئ .
فبحثت عن هذا الشيئ الذى تابعنى كل حياتى فى كل لحظة و فى كل دقيقة و نظرت على الارض فوجدته متكسر الى قطع كثيرة و ادركت ان هذا الشخص هو انا و لكننى كنت انظر الى المراه
سبحانك يا الهى
حتى الخيال ممكن ان اراة مثلى شكلا و روحا و ليس خيال ظلام
ربى اغفر لنا جميعا و ابعد عنا العذاب
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى