و انا جالس فى مكتبى ضاق بى النفس فقلت لنفسى ان اذهب الى مكتب السياحة لاخذ بعض الكتالوجات للسياحة فى دول عديده , و فى المانيا كالعاده ابتداء كل عام جديد يذهب المواطنين الى مكاتب السياحة و يستعلمون عن كل شيئ عن دول السياحة و بدات اقراء كثيرا من تايلاند الى كينيا و من كندا الى جنوب افريقيا و انا بقراء كان امامى التليفزيون ووجدت جميع الدول السياحية عندها مشاكل مالية عميقة و تهدد حتى بالافلاس , و استغربت جدا ان بلاد مثل اليونان و ايطاليا و اسبانيا و البرتغال مهددون بالافلاس .
ماذا حدث ؟
و بدات افكر تفكير عميق و جأتنى الفكرة ان هذه الدول معتمده اعتماد كلى و جزئى على السياحة و لم يهتموا بالصناعات الثقيله التى تساعدهم عندما تحدث مشاكل بالسياحة لان السياحه هى الدخل الاساسى لهذه الدول و نظرت الى فرنسا و امريكا و المانيا و اليابان فوجدت انهم لديهم الكثير من المشاكل الصعبة حتى المانيا تهددها مشاكل مالية , و فكرت ان البلد التى اعيش بها لديها هى الاخرى مشاكل مالية و ما يضمن لى ان استمر فى عملى حتى العام الثانى و اذا صرفت مبلغ للسياحة فى اى دوله كانت فانا و عائلتى سوف نستمتع 15 يوم و لكن عند عودتى الى بلدى سوف اواجه الكثير من المشاكل المالية لعائلتى و انا .
و ثانى يوم ذهبت الى عملى و تناقشت مع زملائى فى هذه المشكلة و كان الرد هو ان اكثر من 50 % من زملائى لا يريدون الذهاب الى اى دولة سياحية لان الظروف المالية الحالية لا تطمئن فنحن سوف ندخل فى العام المقبل على مشكلة مالية عسيرة جدا بالعالم .
و تسالت لماذا دول البحر الابيض المتوسط كان اهتمامهم اهتمام كبير بالسياحة و ليس بالصناعات الثقيلة و اذا اخذنا مثلا :
ان الدول المحيطة بالبحر الاحمر و البحر الابيض و الخليج يهتمون كثيرا بالسياحة و لا يهتمون الى الصناعه .
فكنت اجلس على كافية فى لبنان فوجدت الكوب و طفاية السجائر على المنضدة من صنع الصين و تعجبت كثير انه حتى الاشياء اليدوية تستورد من الصين .
هل نحن لا نملك الكفاءه العالية ان نكفى شعوبنا من الانتاج الذاتى و الشيئ الغريب ان ماليزيا صنعت سيارات و تايلاند و جنوب كوريا و نحن فى العالم العربى لا يوجد حتى الان اى نوع من السيارات تحمل اسم ( عربى ) فكل ما اراه فى الدول العربية هو : ما هو اكبر بناء او الشوارع الجميله و النظيفة و طبعا كل الاهتمام على السياحة .
عندما سمعت كلمة رئيس وزراء ماليزيا عند زيارتة الى القاهرة اعجبنى جدا عندما قال : نحن نصنع الديمقراطية التى تناسب شعبنا و نصنع صناعاتنا بمقدرتنا و هذا الشعب تعدادة 23 مليون اصبح من رواد الصناعه فى العالم و خاصة فى ( الصناعه المعلوماتية ) .
نحن شعوب لنا تاريخ و بنينا حضارات عريقة و اجمل من ذلك ان الاديان الثلاثة لم تولد فى اوربا او امريكا و لكن ولدوا فى اراضينا و هذه هبة من عند الله ان مريم و موسى و عيسى و محمد وجدوا فى بلادنا اى ان بلادنا لها ثقافتها و حضارتها و مجتمعها و ان الله سوف يحفظها من كل شر و نطلب من الله العزيز ان يهدينا الى الخير و السلام و حب اوطننا نحن نحب و نعيش لوطنا الغالى .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى