الخسوف والكسوف
الخسوف والكسوف ظاهرتان فلكيتان تحدثان وفقًا لسنن الحركات الفلكية السماوية، وبسبب المواقع النسبية للأجرام الرئيسة الثلاثة
: الشمس والأرض والقمر. إذ ينخسف القمر عندما يحتجب كله أو جزء منه بوقوع ظل الأرض عليه التي تكون بينه والشمس على استقامة واحدة، فتحجبTotal Lunar Eclipse الأرض ضوء الشمس عن القمر. ويسمى الاحتجاب الكلي خسوفًا كليًا عندما يقع القمر في منطقة الظل التام. أمّا عندما يقع القمر في منطقة شبه الظل فإن الاحتجاب .( أنظر الشكل( 1 .Partial Lunar Eclipseً يكون جزئيًا ويسمى الخسوف خسوفًا جزئيا
الشكل
( 1) ظاهرة الخسوف
وتنكسف الشمس عندما يقع ظل القمر على الأرض؛ إذ يكون القمر بين الأرض والشمس وتكون مراكز هذه الأجرام الثلاثة على خط مستقيم
(أنظر الشكل 2). ويمكن أن تحتجب الشمس خلف القمر كليًا حينما تكون المسافة بين الأرض والقمر مناسبة لكي يغطي قرص القمر قرص أمّا إذا احتجب جزء من قرص .Total Solar Eclipse الشمس كله، ويسمى هذا كسوفًا كليًا والكسوف . Partial Solar Eclipse الشمس خلف القمر فعندئذ يكون الكسوف كسوفًا جزئيًا الجزئي على نوعين لا ثالث لهما:
الأول
: هو احتجاب قرص الشمس بجزئه الأعظم خلف قرص القمر حتى لا يظهر من."
Annual Eclipse الشمس إلا حلقة مضيئة تتوسطها بقعة سوداء، ويسمى هذا النوع "كسوفًا حلقيًا
والثاني
: هو احتجاب جزء من قرص الشمس قلي ً لا كان أو كثيرًا ذلك الجزء دون تقيد ."Partial Solar Eclipse لمساحة الاحتجاب. ويسمى هذا النوع "الكسوف الجزئي
أسباب الخسوف والكسوف وشروطها
يميل مدار القمر حول الأرض بزاوية قدرها بحدود
5 درجات عن مستوى الدائرة الكسوفية (مدار الأرض حول الشمس). مما يعني أن مدار القمر يقطع مستوى الدائرة الكسوفية كل شهر ويُسمى الموضع الذي .Nodes " قمري مرتين في موضعين متقابلين على المدار يسميان "العقدتان والموضع الذي يتقاطع "Ascending Node يتقاطع عنده مدار القمر وهو صاعد "العقد الصاعدة ."Descending Node عنده مدار القمر وهو نازل "العقدة النازلة ولو كان مدار القمر واقعًا عند مستوى الدائرة الكسوفية نفسه، لحصل خسوف منتصف كل شهر قمري حين يكون القمر بدرًا، ولحصل كسوف نهاية كل شهر قمري بالضرورة. إلا أن ميلان مدار القمر بخمس درجات يجعل ظله لا يسقط على سطح الأرض إلا حين يكون في العقدة
الصاعدة أو العقدة النازلة أو قريبًا منهما. وكذلك القول بشأن ظل الأرض فلا يسقط على القمر إلا حين يكون في هذه المواضع.
الشكل
( 2) ظاهرة الكسوف
إن ظل القمر الواقع على الأرض يشكل مخروطًا قاعدته هي قرص القمر ورأسه عند سطح الأرض
. فإذا كانت المسافة بين القمر والأرض على قدر مناسب تقاطع ظل مخروط الظل مع سطح الأرض الكروي مشك ً لا بقعة مظلمة بيضوية الشكل يتناسب قطرها عكسيًا مع بعد القمر عن الأرض. والراصد الواقف ضمن هذه المساحة البيضوية يرى الشمس منكسفة كسوفًا كليًا.
Path of
وتتحرك هذه المساحة البيضوية المظلمة على مسار يسمى "مسار الكسوف الكلي
وبسرعة تتناسب مع محصلة سرعة دوران الأرض حول نفسها وسرعة دوران القمر "Totality حول الأرض، وهذه المحصلة هي بحدود 2000 كيلومتر في الساعة. لذلك تتغير مساحة الظل بحسب أوقات الكسوف فهي عادة تبدأ صغيرة ثم تكبر حتى تصل حدًا أعظم تتقلص بعده بالتدريج حتى تتلاشى. إن هذا الوصف ينطبق على "الكسوف الكلي".
أمّا الكسوف الحلقي فإنه يحصل عندما تقع مراكز الأجرام الثلاثة، الشمس والقمر
والأرض، على خط مستقيم لكن المسافة بين الأرض والقمر هي بمقدار يجعل رأس مخروط ظل القمر لا يصل سطح الأرض لذلك يظهر احتجاب الشمس حلقيًا
. وفي المناطق التي تقع في شبه الظل فإنها ترى الشمس منكسفة كسوفًا جزئيًا. وتمتد منطقة شبه الظل لمسافات كبيرة تتقلص معها نسبة الكسوف.
وبالخلاصة نقول لا يحصل الخسوف إلا منتصف الشهر القمري ولا يحصل الكسوف إلا آخر يوم من الشهر القمري
. وإن حساب أوقات الخسوف والكسوف وأماكن مشاهدتها قد صارت اليوم على درجة الية من الدقة حتى قد صار بالامكان حساب هذه الحوادث بدقة تصل إلى بضع . أجزاء من الثانية الزمنية وللآلاف السنين